والد شهيد دهس المدرعة بالمنصورة لـ"مرسى"


والد شهيد دهس المدرعة بالمنصورة لـ"مرسى": "حسبى الله ونعم الوكيل..الشعب بقى حزين" 
3/8/2013 10:44 PM

سمر جابر 

ابنى فضل مرمى على الأرض وحملوه على تروسيكل ذى الدبيحة
أم الشهيد مصدومة..و"مفيش حد من المسئولين فى المنصورة قدم لنا واجب العزاء"
"ابنى حسام كان بيسعى على أكل عيشه و بيكره الإخوان وكان نفسه يأمن حياة بنته"
نظرة وداع أخيرة تلقى على شهيد المنصورة فى ثلاجة مستشفى المنصورة الدولى ما بين الذهول وهول الصدمة من عائلته، فهو شهيد جديد لبطش النظام الحالى وعنف قوات الأمن فى التعامل مع المتظاهرين فلم يصل الأمر إلى الضرب بالخرطوش والغاز المسيل بل وصل إلى حد الدهس تحت عربات المدرعات ، فى منظر لا يتخيل أن يحدث من قوات مصرية لمواطنين مصرين ، هكذا تعرض الشهيد حسام عبد الله ، شهيد المنصورة، التى دهست جمجته تحت مدرعة الأمن المركزى بلا رحمة، فهو شاب فى مقتبل حياته يبلغ من العمر 29 عاما ومتزوج ، ولديه طفلة" ملك " صاحبة العام ونصف ، كشف التقرير الطبى عن استشهاده نتيجة نزيف داخلى بالمخ ، و تهتك بالجمجمة وكسور بالظهر وباقى أعضاء الجسد، برغم من أن التقرير المبدئى للطب الشرعي أكد ان الشهيد مات في حادث سير ، مما أثار حفيظة أهالى ميت عنتر والمنصورة مطالبين بالقصاص من قتله الشهيد من قوات الأمن.
حيث يروى والد الشهيد"حسام" قصة وفاة أبنه فى حالة من الحزن والأسى على ضياع أبنه الأصغر ،قائلا: أبنى حسام كان أصغر أخواته متزوج وعنده طفلة عندها سنة ونصف ، خرج من المدرسة من ستة إبتدائى لظروف الحياة الصعبة ولم يكمل تعليمة ، وكان بيكافج عشن قوت اليوم، كان بيشتغل عامل باليومية في مصانع البلاستيك، فى المنصورة مع أخواته ، وكان بيسافر فى الصيف إلى جمصة بحثا عن الرزق بعمل فراشة لبيع لعب الأطفال هناك، كان بيسعى على أكل عيشه ومش منتظر وظيفة الدولة، لم يشارك فى العمل السياسى بس كان بيكره الإخوان وبيقولوا "أنهم هيغرقوا البلد".
وأضاف للفجر : كأن حسام كان عارف أنه هيموت فى يوم وفاته جلنا البيت وقالى" متزعلش يابابا وسماحنى لو زعلتك فى حاجة " وقعد اتغدى معنا، وبعدين راح عند أهل زوجتة بالقرب من شارع قناة السويس، وكان نازل يوم الجمعة يشترى عيش من المخبز ومعدى من شارع قناة السويس خبتطه المدرعة والتانية دهست عليه وعلى جمجته من غير رحمة ولا أنسانية ، وأحنا من قرية "ميت عنتر" لما عرفنا الخبر نزلنا الساعة 12 بالليل إلى المستشفى.
وتابع :" أبنى كان مرمى على الأرض وسايح فى دمه والإسعاف رفضت نقله إلى المستشفى، حملوه على تروسيكل ذى الدبيحة إلى مستشفى المنصورة الدولى ، والدكتور قال هنعمله تنفس صناعى بس حالته كانت متأخرة وتوفى على طول ربنا يرحمة، مؤكدا أن التقرير الطبى للمستشفى اثبت وجود تهتك فى العظام وفى الجمجمة والظهر وفى كل جسد، ونزيف داخلى فى المخ ، قائلا:" فضلنا فى المستشفى من الساعة واحدة صباحا إلى الساعة 8 صباحا، إلى أن لاقى ربه ، ونظرنا له نظرة أخيرة فى ثلاجة المستشفى" حسبى الله نعم الوكيل ابنى كان فى زهرة شبابة ولسة متزوج كان نفسه يعيش مرتاح ويلاقى وظيفة مناسبة له ، ذهب لمثواه الأخير .
كما أكد والد الشهيد حسام للفجر، أن أبنه استشهد على بعد 750 متر من مقر محافظة الدقهلية ، وكان بعيدا عن الأحداث وتم قتله عن قصد من قوات الداخلية التى تعذب وتقتل فى شبابنا بلا أدنى مسئولية حتى واحنا بندفن ابنى ضربوا علينا نار على الجنازة.
ويحمل والد الشهيد المسئولية لرئيس محمد مرسى وأنه مش رئيس شرعى للبلاد كما يحملها لوزير الداخلية ومدير أمن محافظة الدقهلية بسبب عنف الداخلية فى التعامل مع المتظاهرين ، قائلا:" حق أبنى لازم يرجع ان شاء الله أنهاردة او بكرة وأخواته مش هيسكتوا ، ابنى حسام شهيد مصر كلها ومش شهيد المنصورة بس ،مضيفا:" أن والدة الشهيد حسام فى حالة يرثى لها ربنا يتولاها ويصبرها لسة عايشة فى الصدمة ومش مصدقة اللى حصل لابنها ، مفيش اى حد من المسئولين فى المنصورة قدم لنا واجب العزاء واحنا مش عايزنهم ييجوا ومدير أمن الدقهلية بعتلى عشان أروح له لكنى رفضت ، أحنا عايزين القصاص و حق أبنى اللى مات غدر حسبى الله ونعم الوكيل، الأمن كل يوم بيقتل فى شبابنا من غير ذنب ومن غير مسئولية والشعب بقى حزين .


الفجر

تعليقات