قبل يوم واحد من خرافة نهاية العالم.. شاهد ماذا يفعل الصينيون

قبل يوم واحد من خرافة نهاية العالم.. الصينيون يصنعون "سفينة نوح".. ورواج كبير لمنتجات "الإنقاذ"


الخوف يسيطر على الصين قبل يوم واحد من خرافة نهاية العالم

مازالت خرافة نهاية العالم تثير فزع العديد من الصينيين، خاصة قبل يوم واحد من الموعد المحدد لها بحسب حضارة المايا، والتي أشارت إلى أن دورة حياة الأرض ستنتهي غدًا الجمعة 21 ديسمبر الجاري. 
وتصاعد تأثير وواقع تلك الخرافة بشكل يومي وأصبحت مثار جدل واسع خلال الأيام القليلة الماضية حيث انتشرت بشكل كبير بين الأوساط الشعبية، رغم نفي الخبراء بالصين وجميع أنحاء العالم، لكن على الجانب الآخر كما يقول المثل الشعبي "مصائب قوم عند قوم فوائد" فوسط الأزمة ظهرت جماعات من المستفيدين من ترويج هذه الشائعة، عبر الدعاية لمنتجات وهمية ووسائل إنقاذ وغيرها كأفضل الطرق لمواجهة نهاية العالم. 

وخلال الترويج للخرافة التي تناولتها جميع وسائل الإعلام الصينية، وجدت صدى وتأثير فيوجد من أمن بها وأسرع ببناء "سفينة نوح"، بينما منحت مؤسسات وشركات عطلات "يوم القيامة"، وصرفت العديد من مكافأت نهاية الخدمة للعاملين بها، حتى أن المؤسسات أصدرت "دليل البقاء على قيد الحياة"، كما عززت تنبؤات المايا بنهاية دورة حياة الأرض مبيعات الكتب المتعلقة بفكرة "يوم القيامة"، وانتشرت أعداد كبيرة من المؤلفات حول هذا الموضوع في الأسواق الصينية والمكتبات، منها ما هو قيم ومنها ما هو مجرد عبث بعقول الناس، وشهدت مبيعات كتب يوم القيامة، والروايات التي تتوقع سيناريوهات النهاية باللغات الصينية والإنجليزية. 

وفي إطار زخم الأحداث، تحاول الشرطة مواجهة تداعيات تلك الخرافة، ففي العاصمة الصينية بكين أعلنت الشرطة اليوم الخميس أنها اعتقلت 17 عضوا من جماعات دينية بحي تشانغبينغ ببكين بتهمة نشر شائعات عن نهاية العالم، وقالت إن هذه الجماعة أنشئت في عام 1990 بمقاطعة خنان بوسط الصين ووعدت من ينضمون لها بالخلاص قبل موعد نهاية العالم. 

ورغم تكرار الكثير من الخبراء ومؤسسات الأبحاث العلمية نفيها لشائعة نهاية العالم، إلا أن الأصوات العلمية اختفت في أمواج التجارة وانتشرت الشائعات بشكل كبير، حيث يستفيد تجار من استخدام مثل تلك الشائعات للترويج لمنتجاتهم، ولا ينظرون إلى تلك الشائعة على أنها حقيقة بل على أنها فرصة تجارية يجب استغلالها. 

ومن هذه الأمثلة يوجد مواطن صيني يدعى يانغ تسونغ فو يروج إلى صنع "سفينة نوح" بمدينة ييوو التابعة لمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وقال إن حوالي 26 سفنية قد تم حجزها، يتراوح سعر الواحدة 5 ملايين يوان صيني، موضحا أنه رغم أنه شخصيا لا يصدق هذه الشائعة، إلا أن زبائنه يحثونه على الإسراع في تسليمهم سفنهم قبل يوم 21 ديسمبر الجاري، وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت آلاف الأنواع من السلع المتعلقة بمواجهة نهاية العالم على موقع "تاو باو" الصيني للتسوق الإلكتروني. 

من جانبه، قام صانع أثاث قروي من أحد مناطق الصين بتصميم وصناعة حجرة كبيرة "على هيئة كرة ضخمة" للنجاة من نهاية العالم المرتقبة حسب تقويم المايا، ويقول "إن كرته المصنوعة من الصلب والألياف الزجاجية والفلين قادرة على الصمود أمام الأعاصير والزلازل والتسونامي والصقيع، كما أن مساحتها الداخلية تسمح باحتواء 30 شخصًا مع مؤونتهم من الغذاء والماء لمدة شهرين، وهى مزودة بالأوكسجين ونظام تهوية، فيما أكد محللون أنه لا يتبقى للجميع سوى الانتظار غدا لرؤية خيبة الأمل يعيون من صدقوا تلك الخرافة واختفاء "تجار الأزمة" الذين حققوا مكاسب مالية باهظة استغلالا لسذاجة الكثيرين.
 

تعليقات